07‏/08‏/2009

لقد وجدتك وصياً للنبي (قصة)

بسم الله الرحمن الرحيم ربي صلِ على محمد وعلى آل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم وآهلك أعدائهم أجمعين، فضائل سيدي ومولاي أمير المؤمنين كثيرة وليس في مصادرنا لا من مصادر أهل السنة والجماعة، وهذ احدى الفضائل والقصص وهي جميلة جداً لكل موالي أو حتى ناصبي ليعرفوا من هو المولى علي أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه حيدر الكرار.

جاء نفر من الأنصار مع راهبهم إلى مسجد النبي (ص) في المدينة وكانوا يحملون
معهم قطعاً من الذهب والنفائس، فاتجه الراهب إلى جماعة كان
بينهم أبوبكر
وقال: أيكم خليفة النبي (ص) وأمين دينه؟ فأشار الحضور إلى أبي بكر.
فالتفت الراهب إلى
أبي بكر
وقال ما أسمك؟
فقال أبو بكر: إسمي (عتيق)، فقال الراهب : وما إسمك الآخر ؟
فقال أبو بكر
: اسمي الآخر :صديق، فقال الراهب : وهل لك اسم آخر ؟
فقال أبو بكر : كلا.

فقال الراهب: إذن إني لم أقصدك أنت فهنالك شخص آخر.

قال أبو بكر: ماذا تعني ؟
فقال الراهب
: لقد جئت مع هذه الجماعة من الروم ونحمل معنا الأموال والذهب
والفضة وهدفنا أن نسأ ل خليفة المسلمين بعض الأسئلة فإن أجاب عليها جواباً
صحيحاً فإننا سنعتنق الإسلام ونطيع الأوامر ونسلم له ما أتينا به من الأموال
لتوزع بين المسلمين ، وأن لم يستطع الخليفة أن يجيب على أسئلتنا فإننا سنرجع إلى بلدنا.
فقال أبو بكر
: إسأل !
فقال الراهب
: يجب أن تعطيني الحرية والأمان في التكلم.
فقال أبو بكر
: لك ذلك فاسأل.
فقال الراهب
: أخبرني ما هو الشيء الذي :ليس لله ،وليس عند الله، ولا يعلمه الله .
فتحيّر
أبو بكر وقال لأصحابه بعد مكثٍ طويل : عليَّ بعمر.

فأخبروا عمراً فحضر المجلس ، فالتفت إليه الراهب وطرح عليه أسألته ولكنه
عجز عن الإجابة ، ثم أخبروا
عثمان
فجاء إلى المسجد فسأله الراهب ولكنه أخفق عن الإجابة أيضاً
وأخذ الناس يتمتمون ويقولون: إن الله يعلم كل شيء وله كل شيء فما هذه الأسئلة الغريبة .
فقال الراهب: أنّ هؤلاء الشيوخ رجال كبار ولكنهم وللأسف اغتروا بأنفسهم، وعزم على الرجوع إلى وطنه، فهرع سلمان إلى الإمام علي (ع) وأخبره بالأمر وتوسل إليه أن يُسرع ليحل هذه المسألة المهمة .
فذهب الإمام علي (ع) مع ولديه الحسن والحسين
إلى المسجد ففرح المسلمون بقدومهم وكبروا وقاموا من مكانهم احتراماً لهم .
فقال أبو بكر للراهب : لقد حضر من كنت تطلب ، فاسأل ما شئت أن تسأل . فالتفت الراهب إلى الإمام علي (ع)
وقال : ما اسمك :
فقال الإمام علي (عليه السلام) : اسمي عند اليهود (أليا) وعند المسيح ( إيليا) وعند أبي (علي) وعند أمي ( حيدرة
) .
فقال الراهب : وما هي نسبتك مع النبي (ص)
؟
فقال الإمام علي (ع)
: إنه أخي وابن عمي وأنا صهره .
فقال الراهب
: قسماً بعيسى أنك أنت مقصودي وضالتي .
فأخبرني ما هو الشيء الذي ليس لله وليس عند الله ولا يعلمه الله ؟!
فقال الإمام علي عليه السلام:
ما ليس لله فإن الله تعالى أحد ليس له صاحبة ولا ولدا،
وأما قو لك: ولا من عند الله ، فليس من الله ظلم لأحد ، وأما قولك لا يعلمه الله، فان الله لا يعلم له شريكاً في الملك
.
فلما سمع
الراهب هذا الجواب أرخى حزامه ووضعه على الأرض ثم ضم الإمام علي (ع)
إلى صدره وقبلّه بين عينيه وقال: اشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله
وأشهد أنك وصيه وخليفته وأمين هذه الأمة ومعدن الحكمة ؛
و إسمك في التوراة ( أليا ) وفي الإنجيل ( ايليا ) ، وفي القرآن ( علي ) ، وفي كتب الأولين ( حيدرة )، لقد وجدتك وصياً للنبي حقاً وأنك لأحق الناس في الجلوس في هذا المجلس فما هي قصتك مع هؤلاء القوم ؟ فأجاب الإمام علي (ع) بكلام و جيز، ثم نهض الراهب وقدّم جميع أمواله إلى الإمام علي (ع) .
فأخذ الإمام علي (ع) الأموال منه وقسمهاً على فقراء المدينة وهو جالسٌ في ذلك المجلس ورجع الراهب ومرافقوه إلى وطنهم بعد أن اعتنقوا الإسلام.

ليست هناك تعليقات: